اكتسب غابات جبل برقش؛ التي تعتبر محمية طبيعية يزيد عمرها على مئات السنين؛ مكانة مهمة بالنسبة للسياحة الداخلية.
وتشهد هذه الغابات التي تقع في لواء الكورة في إربد، إقبالا كبيرا من قبل الناس إذ تتمتع برقش بجماليات طبيعية تخصها وتميزها عن سواها بحسب ما أكد مساعد مدير مديرية سياحة إربد محمد الديك.
ويبين الديك أن أهمية السياحة الداخلية تكمن في جوانب، أهمها زيادة وعي المواطنين بالأهمية السياحية لبلدهم، بما فيها من مواقع جذب طبيعي خلابة ومعالم أثرية وتاريخية ومواقع تراثية، وذلك لتعميق الانتماء بالهوية الوطنية، وتوسيع وزيادة تفاعل المجتمعات المحلية، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بمقومات ومواقع الجذب السياحي، ويترتب على ذلك توجيه الاهتمام والعناية بخصائص البيئة السياحية والحفاظ على نظافة المواقع السياحية وصيانتها وحمايتها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض له غابات برقش لحرائق تشب في أجزاء كبيرة من مساحاتها، علاوة على أن هنالك أخبارا تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء بيئين عن نية لقطع مساحات شاسعة من أشجار غابات برقش لبناء كلية عسكرية في مكانها، الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين والنشطاء للخروج احتجاجا على ما تتعرض له برقش من اعتداءات وحرائق وقطع.
وفي ذات الاتجاه كانت قد أكدت منظمة السلام الأخضر أن غابات برقش التي يبلغ عمر أشجارها أكثر من 500 عام تتعرض لاعتداء شرس وأوضحت أن ناشطيها زاروا موقع الاعتداء وكشفوا عن اقتلاع أكثر من 2000 شجرة.
وتقع غابات برقش في جنوب شرق لواء الكورة (في بلدة جديتا) في مُحافظة إربد، وتؤوي هذه الغابات مئات الأنواع من الحيوانات والمخلوقات الحية، ويَعود عُمر العديد من أشجارها إلى أكثر من 500 عام.
كما أنها تضم الكهف الطبيعي المَعروف الوَحيد في الأردن، وهو مغارة الظهر التي يُقدر عمرها بـ4 ملايين عام، وهيَ أيضاً معلم طبيعيّ مُتميز عالمياً.
وتتميز غابات برقش بجمالها وربيعها وبيئتها وغاباتها الغنية وجبالها الشاهقة وبساتينها وأوديتها الغنية بالمياه والظلال، وتضم هذه الغابات اشجار حوالي مليوني شجرة حرجية قديمة من السنديان والبلوط والبطم والزعرور، وتقع هذه الغابات في الجهة الشمالية الغربية من المملكة الاردنية الهاشمية وتبعد عن مدينة اربد 31كم جنوبا.
ومن أهم المعالم السياحة والاثرية التي تميز برقش الغابات والتي تتميز بوجود ما يعرف (برأس برقش) والذي يرتفع حوالي 875 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويشرف على معظم مناطق شمال الاردن وسهول حوران وجبل الشيخ وجبل الكرمل وغور بيسان ولواء جنين في فلسطين.
ويقع بجبل برقش قرية تسمى "الحاوي" وهي قرية أثرية واقعة جنوب جبل برقش يعود تاريخها إلى العصر المملوكي يوجد فيها مسجد قديم وعدد من المساكن وبركة ذات أرضية صخرية ملساء لجمع مياه الأمطار لخدمة المزارعين والثروة الحيوانية، وتطل هذه القرية على محمية الغزلان شمالا ومحمية الطيور جنوبا وسميت بالحاوي نسبة إلى شيخ قديم.
ويضاف إلى ذلك وجود محمية برقش للاحياء البرية والتي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من جبل برقش وتبلغ مساحتها 20 الف دونم ويعيش بداخل المحمية انواع عدة من الغزلان البرية وغزلان الأيل الأسمر (ايل داما) الخاروف الجبلي حيث يبلغ عددها 500 غزال، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور البرية التي تم استيراد قسم منها من دولة البحرين ومن هذه الطيور (فزنت، الحجل، الحبش، الطاووس).
ويهدف وجود المحمية إلى الحفاظ على الطبيعة وتشجيع السياحة والبيئة وتشجيع الاستثمار في المجالات السياحية، وكذلك تشجيع رياضة الصيد والمحافظة على التنوع الحيوي وتطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين.
ولفت الديك إلى أن غابات برقش تحتضن مغارة الظهرالتي تقع في منطقة الشرق من جبل برقش، وفي الجهة المقابلة لبلدة زوبيا، وتتميز هذه المغارة بموقعها الذي يقع وسط غابات طبيعية كثيفة، وتعتبر المغارة تجويفا طبيعيا مكونا من عدة مغارات ودهاليز متصلة ببعضها البعض تكونت في الازمنة الجيولوجية الغابرة وتقدر مساحتها بين (3000م2 الى4000م2) ومكوناتها كثيرة ومدهشة للغاية وهي عبارة عن تشكيلات من مخاريط من الصواعد في ارضية المغارة ومخاريط النوازل والهوابط المدلاة من سقف المغارة وهي مكونة من المارل الرخامي القرمزي اللون، اضافة الى لوحات طبيعية جدارية متدرجة في الالوان والاطاريف وذات جمال طبيعي نادر.
وقال الديك ان وزارة السياحة والآثار تولي مغارة الظهر اهتماما كبيرا، حيث ستعمل على ترميم الموقع بالإضافة الى امداد المنطقة بالنية التحتية والخدمات للسياح.